١٤ فبراير

الامبراطورية الرومانية بدأت بعصور تسبق الدين، فقد كانت مبنية على الآلهة والشركيات بمختلف أشكالها، وحتى أن الدين بحد ذاته كان يطلق عليه الدين الروماني، وقد كان التوسع والخيرات التي تتحقق غالباً ترجع بفضلها للأصنام والآلهة المخترعة من قبلهم والتي تزامنت مع الأجيال وكان المقياس هو “تأخذ بالقدر الذي تعطي”، بالرغم من ذلك فلم تكن الثقافة الرومانية منغلقة دينياً، بل كانت تتبنى الأديان في توسعاتها وضم الشعوب المختلفة لها، فقد كانت الامبراطورية الرومانية من أعظم وأكبر الامبراطوريات على وجه الأرض، حتى بزوغ اليهودية التي هي بحد ذاتها منغلقة وترفض الاندماج بوضوح منهجها ( الذي نعرفه كمسلمين بأن منهجها التوراة وهو منزل من عند الله) والذي قد يفسر صعوبة الاندماج مع الدين الروماني الشركي، وخلال ذلك الوقت بدأت الخلافات الدينية بشكل واضح في التاريخ، وبدأ التعصب الروماني، ليصبح الدين الروماني هو المعتمد ومنع حرية التدين. وخلال هذه الفترة يظهر الدين المسيحي وتبدأ الصراعات مجدداً واعتبر أن أي شخص يمارس أو يبشر ستكون عاقبته الصلب والموت.

في يوم ما في القرن الثالث الميلادي حين تم التشكيك بنزاهة أحد القديسين المسيحيين ومحاكمته بتهم التبشير وتزويج المسيحيين، وفي خلال المحاكمة، طلب منه القاضي أن يطلب من الله إعادة البصر لفتاة عمياء تم إحضارها للمحاكمة يقال أنها ابنة متبناة للقاضي. وضع القديس يده على عيني الفتاة وبدأ يدعو الله، وفوجئ الجميع بعودة بصرها. حينها كان القاضي مستعداً لتنفيذ كامل طلبات القديس، التي كانت تتضمن صيامه ثلاثة أيام وتكسير الأصنام وإعادة تعميده هو وعائلته ومن معهم، وقد تم ذلك كله. وبعد فترة تم القبض عليه مجدداً بالتهمة ذاتها ولكن هذه المرة تم إرساله إلى الامبراطور الروماني، ولكن الامبراطور أعجب به وأبقاه لجانبه، حتى بدأ القديس بمحاولة إقناع الامبراطور بالمسيحية، عندها أدين القديس بالإعدام، وتم إعدامه عام ٢٦٩ في ١٤ فبراير. وقد قيل أنه قبل إعدامه ، كتب القديس ملاحظة إلى ابنة القاضي موقعة بـ “من ڤالنتاينـ ـك” (your Valentine).

ومع بداية القرن الثاني، بدأ آباء الكنيسة بشجب مختلف الممارسات الدينية التي يقوم بها الناس في أنحاء الإمبراطورية ووصفوها بالشركية. وفي بداية القرن الرابع، كان قسطنطين الأول أول إمبراطور يعتنق المسيحية وبدأ عصر الهيمنة المسيحية. وفي عام ٣٩١ أصبحت المسيحية هي الدين الرسمي لروما وتم التخلص من الديانات الأخرى.

وبناء على ذلك بعد قرن من الزمان تم تسمية عدد من الكنائس باسم القديس فالنتاين في الامبراطورية تكريماً له. والتي هي موجودة حتى هذا اليوم في روما. ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل إن الأعمال التي كان يقوم بها القديس من أجل الدين المسيحي كانت تستدعي التوقف عندها وتخصيص يوم استشهاده لتكريمه في الكنائس في كافة الامبراطورية، وقام بذلك البابا جلاسيوس الأول في القرن الخامس ميلادية بتحديد هذا اليوم ١٤ فبراير ليكون عيد القديس فالانتاين. ولكن مع ذلك لم يتعارف عليه بالعيد الذي يرمز للحب إلا عندما تم تخلت الكنيسة عنه كعيد ديني ليصبح، عام ١٩٦٩م، عيداً يحتفلون به العامة، احتفاء بالحب الذي كان القديس فالانتاين يساعد على نشره بتزويج المحبين المسيحيين.

وإلى هنا أكون أشبعت فضولي بخصوص عيد الحب وتاريخه. قد يكون هنالك بعد عدم تحري الدقة وذلك لكثرة الروايات وعدم اتفاقها. ولكني قمت بتلخيص أكثر الروايات انتشاراً.

الإعلان

اكتب تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s